قوله تعالى: {يا أيُّها النبيُّ قل لأزواجك...} الآية، سبب نزولها أن الفُسَّاق كانوا يؤذون النساء إِذا خرجن بالليل، فاذا رأوا المرأة عليها قناع تركوها وقالوا: هذه حُرَّة، وإِذا رأوها بغير قناع قالوا: أَمَة، فآذَوها، فنزلت هذه الآية، قاله السدي.قوله تعالى: {يُدْنِينَ عليهنَّ من جلابيبهنَّ} قال ابن قتيبة: يَلْبَسْنَ الأرْدية. وقال غيره: يغطِّين رؤوسهنّ ووجوهن ليُعلَم أنهنَّ حرائر {ذلك أدنى} أي: أحرى وأقرب {أن يُعْرَفْنَ} أنهنَّ حرائر {فلا يؤذَين}.قوله تعالى: {لئن لم ينته المنافقون} أي: عن نفاقهم {والذين في قلوبهم مرض} أي: فجور: وهم الزناة {والمُرْجِفون في المدينة} بالكذب والباطل، يقولون: أتاكم العدوّ، وقُتلت سراياكم وهُزمت {لَنُغْريَنَّك بهم} أي: لَنُسلِّطنَّك عليهم بأن نأمرك بقتالهم. قال المفسرون: وقد أُغري بهم، فقيل له: {جاهد الكفار والمنافقين} [التوبة: 73، التحريم: 9]، وقال يوم الجمعة «اخرج يا فلان من المسجد فانك منافق، قم يا فلان فانك منافق» {ثم لا يجاورونك فيها} أي: في المدينة {إِلاَّ قليلاً} حتى يهلكوا، {ملعونين} منصوب على الحال؛ أي: لا يجاورونك إِلاَّ وهم ملعونون {أينما ثُقِفوا} أي: وُجِدوا وأُدركوا {أُخذوا وقُتِّلوا تقتيلاً} معنى الكلام: الأمر، أي: هذا الحكم فيهم، {سُنَّةَ الله} أي: سنَّ في الذين ينافقون الأنبياء ويُرجِفون بهم أن يُفعل بهم هذا.